المحجبة

https://samarkand.odoo.com/web/image/product.template/6554/image_1920?unique=4e361c5
QR 50.00
pages ISBN: 9786144690956
format غلاف ورقي
publish Published: 2017
pages 272 pages
USUALLY DISPATCHED WITHIN 2 DAYS
USUALLY DISPATCHED WITHIN 2 DAYS

    هذه التركيبة غير موجودة.

    أنا أنتظر. حياتي مرتّبة تماماً، كبيتٍ لا يعيش فيه أحد. أنتظر الليل كي أنام وأنتظر الصباح كي أذهب إلى المعتقل. أنتظر الساعة الخامسة حتّى أقوم عن مكتبي، ثمّ أعود فأنتظر الليل، فالصباح. أنتظر فرصة عمل أخرى. أنتظر نهاية الأسبوع كي أذهب إلى الضيعة وأنتظر مساء الأحد كي أعود منها. أنتظر حسن كي يقرّر ما يشاء من علاقتنا وأنتظره كي ينفصل عنّي ويختفي. أنتظر رجلاً جديداً لأبدأ علاقة جديدة. أنتظر في السيّارة. أنتظر في الحياة. أنتظر سرطان الثدي كي أستأصل ثديي وأنتظر سرطان الرحم كي أستأصل رحمي. أنتظر مرور الأيّام كي أستأصل عمري. إنّني أنتظر. ما دمت هنا، فالحياة آمنة، ولا قلق فيها. لا شيء سيحدث في قاعة الانتظار، وها أنا أنتظر. في القاعة شاشة تعرض فيلماً عن حياتي. أراني في الفيلم جالسة في قاعة انتظار أتفرّج على فيلم يعرض قصّة حياتي. أراني فيه جالسة في قاعة انتظار أتفرّج على فيلم عن قصّة حياتي... إنّني، في الأفلام المتداخلة إلى ما لا نهاية، أدرك كم هو مملّ هذا الفيلم. مع ذلك نبقى كلّنا حيث نحن. نتكرّر في الانتظار. لا نريد أن نخاف وأن نقلق. سنبقى هنا، جالسات في مقاعدنا، نتفرّج على تكرارنا في المرآة. ليس في الخارج ما يستحقّ قلقنا. قد يكون هذا أفضل ما سيحصل لنا في الحياة، لماذا نغامر؟ لماذا أغامر؟ سأبقى هنا. أفضل ما يحدث في الحياة هو ألّا تحدث، تقول المنتظرات.