هذه التركيبة غير موجودة.
في ظهيرة من ظهائر نهاية شهر شباط، في نحو الساعة الواحدة بعد منتصف النهار، أثناء ذوبان الجليد المتراكم خارج النافذدة المستديرة المغلقة بإحكام خلف ثلاثة أدمغة تصلبت سوائلها بسائر قوالب الطغيان . يرتدون ابتسامة مستعارة لساعة زمن أمام طاولة يختبئ وراءئها جراح سلطت عليه أضواء غير مرئية، أصابع الاتهام أو بالأحرى أعين التجريم منصبة عليه، فريسة حكمت عليها بالانقضاض، تتوسط سفرة بين ثلاثة بطون تتضور جوعاً جرّاء تغيّر المناخ كالدببةكالدبب القطبية . يتوسطهم صاحب المشفى المتلفف برداء سميك لا أكمام له، بينما يقبع الجراح ذو الوجه الحنطي في كرسيه البلاستيكي الأبيض، مقعدا يختنق ويلفظ أانفاسه الأخيرة بتماسك قوامه الأربعة رغم ثقل هامة ترابية بلون سماء مغبرة . يضع كفا فوق الأخرى ليوقف تشنجات تولدت للمرة الأولى خوفا من فقدان مستقبله المهني كقبطان غرفة العمليات، يلعب بأدواته بإتقان ليداوي خلايا دماغ من لجأ إليه، يبعثر الممرضات ويراقصهن راجياً النجاة بحبال شراعه .