بره الصندوق الذكوري

من بداية الحياة على هذا الكوكب، كان الاتجاه والتوجه العام في هذه الحياة "ذكوري". حتى أكثر البلاد تقدمًا الآن، كان تاريخها مليء بالعنصرية الذكورية، والسلطة الأبوية والجرائم المشينة ضد الجنس الآخر. حتى الجنس البشري بتاعنا ده، يلقب بالـ"بني آدم" مع أننا جميعنا ننحدر من أصل واحد مكون من عنصرين متساويين؛ وهما ستنا حواء، وأبونا آدم.حتى مجتمعاتنا الشرقية وصفت نفسها بفخر واعتزاز رهيب بأنها "مجتمعات ذكورية"، متناسية أن هذا اعتراف ضمني منها، ودليل قاطع على أنه مكان لا تصلح فيه الحياة للجميع، وإنما الغلبة فيه ستكون لجنس واحد بعينه.. والجنس الآخر لو أراد أن يعيش فعليه أن يخضع لشروطه وأحكامه، وطبعًا لرغباته. ومن هنا، عملنا من "الذكورية" شريعة انشقت منها الأعراف الاجتماعية، والمعتقدات، والقوانين، وأحيانًا كل ده بيكون بصبغة دينية تتوافق مع شعوب تصف نفسها بأنها شعوب "بتاعة ربنا"، ولكنك حينما تتأمل كل هذه الأمور؛ تجدها في حقيقتها مش موجودة في جميع الأديان السماوية، ولا في أي عقيدة إنسانية حقيقية سليمة.