هذه التركيبة غير موجودة.
بروين حبيب كلما تجلّيها هذه المقالات (كاتبة)؛ مبدعة وناقدة وأكاديميّة وهي (إعلامية)؛ صحفيّة وفنّانة تواصليّة. وهي (باحثة نسويّة)؛ ملتزمة بقضايا المرأة، وكذلك هي (باحثة إنسانية)؛ موضوعيّة تكتب بمهنيّة علميّة ذات مستوى علمي رفيع، تقارع الأنداد فيه من الجنسين دون تمييز. وتنجز ما تنجزه معهما جنبًا إلى جنب. وهي (مثقفة بينيّة)؛ مستنيرة في كل طروحاتها، وهي (مثقّفة حضاريّة)؛ عصريّة تعيش الحياة وتكتبها باحتراف. لذلك كلّه تتحدّد مهمّة الكتابة لديها في باب ثابت تلجه بتصميم ولطف وإصرار ومثابرة، هو باب البناء الصادق للذات العربية بالنقد؛ فتقول ”نحن لا نزال في مرحلة انتقاد الذات“. ومع ذلك فإن الكتابة لدى بروين لا تتّسم بالقسوة أو العنف بسبب هذا الشعار، ولكنها كتابة أنثويّة باذخة الأمومة، هي كتابة الفاعليّة الحيويّة للتعبير عن معنى الوجود، وهي كتابة رهان الديمومة والخلود في تعبيرها البيني المدهش المعبّر بصدق عن الجماليات في ظلّ واقع عالم متغير. إن المقالات الصادقة في التعبير عن قضايا الحياة والوجود هي كتابة الحياة ذاتها دون زيادة أو نقصان، وما زالت بروين حبيب تكتب ما تحسّ به، وما تشعر بضرورة البوح به وقوله على الملأ، بعد العيش في منعرجاته، ومعاناة مأساته، أو اقتطاف ثمار خيراته، في هذا المجال أو ذاك، حتى لكأنها تسطّر كلمات رسالتها الحضارية في هذا العالم، فتعبر عن هواجسها وانفعالاتها وانشغالاتها الإنسانية السامية في أغلب الأحيان، وما قرأت لها إلا وتمثّلت انشغالها بموضوع المقال انشغالًا صادقًا في تعبيره عن قضية المرأة أو الذوق العام السائد، أو المسألة الثقافية، أو القضية النقدية، أو المفهوم الحضاري، أو الأزمة الإنسانية هنا أو هناك. هي ابنة الحياة بصدق، تكتب بالصدق ذاته الحياة التي تحياها، وتسطّر ما يعتمل في دخيلتها بتلطّف ورفق، وبالتزام علمي رصين، وباحتراف مهني بعيد الشأو، وها هي تصيب الهدف في كل ما ترنو إلى القول فيه. من هنا أمكن لي أن أقول إنها الإنسانة المفعمة بالحياة، والأمينة على فكرة الوجود الممتلئ، حتى باتت بالكتابة تحرس المعنى وبفعالية العمل .الدؤوب تعيش الحياة
