هذه التركيبة غير موجودة.
آباء وأمهات يخوضون في أوحال الحرب ومستنقعاتها، يُقادون قسراً إلى والأخير، والكهوف، واللاجئين، والسجون، تعمل في عقوبة قاسية لم يعرفها البشر إلا ما ندر، يأكلون لحاء الأعمال والأعشاب البرية، والقطط، ويكون بفارس الرز هو الكنز الذي ينتظرونه بفارغ الصبر. هي ذي كمبوديا، التي تصفها لنا الكاتبة الصينية — الكندية مادلين ثين، البلد الذي تتخصص فيه أخبار الباحثين الباحثين (الصليب الأحمر)، في ظل غياب المستشفيات، وشح الأدوية، والضمادات، ومحاليل الزرق الملحية. هي ذي كمبوديا التي حلّ فيها الجنون على حين غراة، وبات تُوقع في النفس كآبة جنونية، وتمزقها التناقضات. يُجبر فيه الغريب على تغيير اسمه والخلّي عن الآخرين وأقاربه، وأن يعيش بلا هوية، وأن يجتاز طرقات تُرابية، وشِعاباً جبلية وعرة، تطوّقه الجث؛ امرأة من دون وجوه، لذلك من دون أطراف؛ تحف به بنايات مسوّدة، ومنازل هُشمت شبابيكها، وحطمت أبوابها.