هذه التركيبة غير موجودة.
إن ياروميل شاعر، فكيف للمرء أن يكون شاعراً في ظل نظام ديكتاتوري؟ نظام لا تتوفّر فيه حرية الفكر. تنبغي الإشارة إلى أن ياروميل لم ينعَم بالحرية أبداً، يخنقه حبّ أمه التي تتعقّبه حيثما ذهب، وتخنقه إيديولوجيات وشعارات الحزب الشيوعي، يخنقه ذلك الأب الذي لم تتسنّ له معرفته، يخنقه حبه لفتاة لا يجدها جميلة، تخنقه نظرته الضيقة للعالم... غير أن "الحياة في مكان آخر" ليست فقط قصة شاعر شاب، بل هي رواية حول حب الآخرين وحب الذات؛ رواية مليئة بالحقائق، بالطلاوة الكونديرية، بصدق مذهل، بالإنسانية. إنها رواية تحرّك مشاعر أيّ كائن بشري، لأن كلّ واحد منّا تساءَل ولو لمرة واحدة عن مكان وجود الحياة، وعن مبلغِه منها. رواية "الحياة في مكان آخر"، العمل الثالث في مسيرة كونديرا الإبداعية، هي رائعة أدبية حول الأدب، وحول مَن يكتبون فيه، حول الحياة وحول مَن يعيشونها. وهي من تلك الأعمال النادرة التي لا تكتفي بأن تُشعرنا عند إعادة قراءتها بالإحساس نفسه فحسب، بل تمنحنا الشعور بالكمال أيضاً