This combination does not exist.
يعد عهد الشيخ عثمان بن فودي من العهود الإفريقية النادرة في نشر هيبة الأمن وتحقيق العدل، فهو العهد الذي مدحه المؤرخون وأشادوا به، ووصفوه بالعهد الذي لا يضاهيه عهد في الاستتباب الأمني، وإقامة العدل في القارة الإفريقية. وإذا كان المؤرخون يصفون القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي بأنه عصر الانحطاط للعالم الإسلامي من الناحيتين الفكرية والعقائدية، فإن صح هذا الرأي على قلب العالم الإسلامي وشرقه، وغربه، وشماله، وجنوبه، لكن هذا الرأي لا ينسحب أو ينطبق على "السودان الأوسط والغربي " أو ما يسمى جغرافيا في الوقت الحالي بغرب إفريقيا، فقد شهدت هذه المنطقة حركات تجديدية ثورية، ذات جذور ثقافية وأطروحات فكرية تجديدية، ولعل حركة الشيخ عثمان بن فودي أهم تلك الحركات، بل الحركة التي كانت مرجعا ومصدرا لجميع الحركات التي أتت في عهدها، وبهذا يكون الشيخ عثمان بن فودي الشخصية الأبرز في العالم الإسلامي في القرن القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، ولكن على الرغم مما قدمته هذه الشخصية للغرب الإفريقي، لكنها ليست بتلك الشهرة التي تتناسب مع إنجازاتها، فالقليل في الغرب الإفريقي ممن يعرفون هذه الشخصية. وعليه سنعرض للقارئ الكريم في هذا الكتاب سيرة الشيخ عثمان بن فودي، وهو أحد النجوم الساطعة التي اختفت مدة وراء السحاب، فحان الوقت لنزين بها كبد سماء التاريخ: تلك الشخصية التي اتصفت بصفات شخصية قيادية وخلقية فذة.