مهنة القراءة

في كتاب هو أقرب إلى السيرة، يسرد لنا برنار پيڤو أقاصيصَ وذكرياتٍ وأسرارًا عن مهنته كمقدم برنامج ثقافي طيلة خمسة عشر عامًا، في سبعمائة حلقة تلفزيونية، حاور فيها آلاف المشاهير، وقرأ من الكتب ما يفوق قدرة أي قارئ، ليقدمها في اعترافاته هنا. في واحدة من حلقات المجلة التليفزيونية الثقافية «أبوستروف»، ينزع پيڤو ربطة عنقه ويقدمها لضيفه، الروائي البريطاني جون لو كاريه، في مشهد محيِّر. كان پيڤو قد دُعي إلى بريطانيا لتكريمه بجائزة الاستحقاق الأدبي بالتزامن مع منح جائزة مالابارت إلى لو كاريه. في الحفل الرسمي، يرتقي پيڤو المنصة لإلقاء كلمته، لكنه يتنبه إلى أنّه لم يكن واضعًا ربطة عنق، فيرتجل كلمة يبدأها بالاعتذار عن هندامه. يروي پيڤو أنه ألحَّ لخمس سنوات على لو كاريه لاستضافته في برنامجه، لكن الأخير كان يتهرب. أثناء إلقاء الكلمة نهض لو كاريه وخلع ربطته وسلمها إلى پيڤو ليخلصه من حرجه. في عرض الحلقة بباريس، يخلع پيڤو الربطة إياها، ويعيدها إلى صاحبها. يكتب أيضًا عن استضافته للنجمة الأمريكية جين فوندا، يظهر وهو يوليها كثيرًا من الإعجاب، يعترف بحبه لها «من أول نظرة»، ثم يعتذر لقرائه بأن تمييزه لها بذلك الاهتمام «الغرامي»، كان خروجًا مُعيبًا على السلوك المهني. حلقة أخرى عن فلاديمير نابوكوف وكيف خدع الجمهور بأنه يجيب عن أسئلته شفويًّا بينما كان يُخفي الأجوبة المعدة سلفًا.