This combination does not exist.
الدراسة التي أنجَزَتْها إحسان الملائكة عن جلال الدين الرومي تُجسِّدُ نَمَطاً من أنماطِ تلقّي الخطاب الصوفي. نمطٌ مَشروطٌ بزمَنه المعرفيّ وبمُوَجّهاته، كاشِفٌ عن مُنطلَقٍ ضِمْن تعدُّد المُنطلَقات التي تحكّمت في دراسةِ هذا الخطاب وفي إضمار تصوّراتٍ عنه. يبدو التصوّر، الذي أضْمرَتْهُ هذه الدراسة عَنْ مَوْضُوعها، مُستنِداً إلى المُقاربات التي تأوّلت التصوّف من خارجه وَفق أحكامٍ علّلتها هذه المقاربات بالارتكاز، من جهة، على الخلفيّة السياسيّة، وعلى العِلم الحديث من جهة أخرى. غير أنّ هذا التصوّر، المُقيَّدِ بزَمنه المعرفيّ، بدا، في بعض أطوار الدراسة، كما لوْ أنَّه آخِذٌ في الانفصال عن مُوجِّهاته كلّما كانت الباحثة تتوغَّلُ في خبايا التجربة الصوفيّة لجلال الدين الرّومي. إنّه الانفصال القائم على المُراجَعَة التي يُمْليها هذا الصوفيّ على دارسِهِ وهو يَستضيفُهُ في المعارج العُليا للعِشق.